بيان مجلس شباب الثورة السلمية في الذكرى الثالثة عشرة لثورة فبراير الخالدة

بيان مجلس شباب الثورة السلمية في الذكرى الثالثة عشرة لثورة فبراير الخالدة

عندما اندلعت ثورة فبراير قبل ثلاثة عشر عاما، كانت الفكرة التي تمسكت بها الجماهير هي رد الاعتبار للجمهورية، حيث كان مشروع التوريث هو المشروع الوحيد لسلطة فشلت في تأسيس دولة تحتكم إلى المؤسسات والقوانين،

واليوم لا تزال الجماهير التي تعاني من تسلط الميليشيات وتدخلات الخارج لديها الفكرة نفسها، وهي رد الاعتبار للجمهورية، وهذا لن يتم إلا إذا انتهى عصر الميليشيات، وأصبح الأمر كله للشعب، هذا جوهر ثورة فبراير، وهذا ما ينبغي أن يكون لكي يستعيد اليمن عافيته.

إن مجلس شباب الثورة السلمية وهو يحيي هذه الذكرى العظيمة، يدرك أن النيل من ثورة فبراير يفتقد للإنصاف والنزاهة معا، فهو بمعنى من المعاني دفاع عن حقبة تم فيها الاستهتار بمؤسسات الدولة وتكريس المحسوبيات وإضعاف الجيش وإدارة البلد بالأزمات، وإضعاف الحياة السياسية، وصولا لإفشال الانتقال الديمقراطي الذي كان سينتج سلطة تكون مسؤولة أمام الشعب.

لقد أسهم الانقلاب على ثورة فبراير ومضامينها المدنية في صعود المشاريع المتطرفة التي تنطلق من شعارات دينية ومناطقية، متحديةً كل ثوابت الحركة الوطنية اليمنية ونضالاتها خلال المائة العام الماضية. وقد أثبتت الأحداث أن مثل هذه المشاريع غير الوطنية ما كان لها أن تحقق هذا الحضور لولا دعم ورعاية بعض دول الإقليم التي تعتقد أنه آن الأوان لترتيب البيت اليمني وفق مصالحها لا مصلحة الشعب اليمني. وفي هذا السياق، كان المجلس في أكثر من مناسبة قد أبدى شكوكه تجاه محادثات السلام التي تجري بين الرياض والحوثيين حيث يتم تصميم حلول تهدد سيادة الدولة اليمنية ووحدتها ونظامها السياسي، القائم على التعددية الحزبية وحرية الناس في اختيار ممثليهم في السلطة التنفيذية والتشريعية.

في هذا السياق، يعتبر مجلس شباب الثورة السلمية أي كيانات أو مشاريع سياسية أو دينية لا تؤمن باليمن الواحد الجمهوري الديمقراطي غير شرعية، تعمل وفق إرادة خارجية معادية للدولة اليمنية، ولا يشك لحظة، أن الشعب اليمني سيقاوم هذه المشاريع المشبوهة حتى يقضي عليها في نهاية المطاف.

إن مجلس شباب الثورة إذ يحتفي بالذكرى الثالثة عشرة لفبراير الحرية والكرامة، فإنه يحيي صمود الشعب الفلسطيني في غزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويعتبر ما تقوم به إسرائيل حرب إبادة، مشيرا إلى أن غزة - برغم تعرضها لحرب تدميرية همجية - قدمت العديد من الدروس في المقاومة والتحضر، وهذا ما أسهم في إحداث تحول إيجابي في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، كما تمكنت من وقف قطار التطبيع الذي كان يتحرك بصورة مريبة، على الأقل في الوقت الراهن.

إن كفاح ونضالات الشعب الفلسطيني في وجه المؤامرات منذ أكثر من سبعين عاما، ليس دليلا على الإصرار المحمود فحسب، وإنما هو دليل على أن الشعوب الحرة لا تموت، ولدينا يقين تام بأن شعبنا اليمني العظيم الذي خرج في فبراير بكل أطيافه وتوجهاته واختلافاته لن يفرط بحقه في الدولة التي أرادها، ولا بتضحيات الحركة الوطنية اليمنية وتراكماتها، بدءا بالثورة الأم 26 سبتمبر و14 أكتوبر وصولا إلى 22 مايو، حتى استعادة دولته المغتصبة من مليشيات الحوثي العنصرية الكهنوتية شمالا، ومليشيات الانتقالي المناطقية جنوبا، وسيقف في وجه كل المؤامرات والمحاولات الرامية إلى تقسيم اليمن وتقاسمه، وبما يعيد لليمني اعتباره كمواطن كامل المواطنة في جمهورية ديمقراطية اتحادية عادلة يتساوى فيها الجميع أمام القانون ولا شيء فوق القانون.

المجد لليمن الجمهوري الكبير

الرحمة للشهداء

الشفاء للجرحى

مجلس شباب الثورة السلمية

السبت 10 فبراير 2024

Search