"الوحدة.. قدر ومصير" احتفالية خاصة لمجلس شباب الثورة في اسطنبول بمناسبة الذكرى الـ33 لتحقيق الوحدة اليمنية

"الوحدة.. قدر ومصير" احتفالية خاصة لمجلس شباب الثورة في اسطنبول بمناسبة الذكرى الـ33 لتحقيق الوحدة اليمنية

خاص- نظم مجلس شباب الثورة السلمية، اليوم الاحد 21 مايو/آيار 2023، احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى الـ33 لتحقيق الوحدة اليمنية تحت شعار "الوحدة.. قدر ومصير" في مدينة اسطنبول التركية.


وفي مستهل الاحتفالية الخاصة، تلى عبدالرحمن باتيس، البيان الصادر عن مجلس شباب الثورة السلمية بمناسبة الذكرى الـ33 للوحدة اليمنية.

وأعلن مجلس شباب الثورة السلمية في بيانه رفض أي اجراءات أو مقولات تهدف لتقسيم اليمن، مشدداً على أن وحدة التراب الوطني مسألة غير قابلة للنقاش.

وشدد البيان على أن "مشكلة اليمن مشكلة سياسية بامتياز، ولم تكن جغرافية في يوم من الأيام".

وأكد البيان رفضه أي تفاهمات أو اتفاقيات مع أي مليشيات خارجة عن القانون قبل تجريدها من السلاح ومن أدوات السلطة واستعادة الحقوق والاموال المنهوبة الخاصة والعامة، معتبراً كل ما دوِن ذلك تمكينا ممنهجا للجماعات المسلحة وشرعنة لوجودها على حساب فرص اليمنيين في الاستقرار والسلام وتغذية مقصودة لأسباب الحرب ومصادرها.

كما أكد البيان رفضه مجلس شباب الثورة السلمية تجزئة الملف اليمني ومنح الميليشيات المتمردة الفرص في استخدام الملفات الانسانية والمطلبية للابتزاز والمناورة والتلاعب بالاستحقاقات السياسية المتمثلة أولا في اسقاط الانقلاب واستعادة العاصمة صنعاء وبسط نفوذ الدولة اليمنية على كامل التراب اليمني.

ودعا المجلس كل شرفاء اليمن، إلى الاصطفاف في جبهة وطنية واحدة، تتصدى للطامعين والطارئين، وتتصدر كفاح اليمنيين في سبيل استعادة دولتهم وجمهوريتهم ووحدتهم وسيادة بلادهم، والتمسك بمشروع وحدة الارض ووحدة القرار ووحدة المعركة ووحدة الهدف ضد التهديد الحوثي العنصري الطائفي من جهة، وضد التهديد الانتقالي الانفصالي المناطقي من جهة ثانية، وضد أي مشروع يمس وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وهويته.

واعتبر المجلس أن التفريط بوحدة التراب الوطني، وتجزئة الملف اليمني إلى ملفات وصفقات تخدم مصالح دول الإقليم في تخادمها مع المليشيات شمالا وجنوبا لن يكون الا مفتاحاً لاحتراب وصراعات داخلية لن تنتهي ويمثل خيانة وطنية وجريمة قانونية وتاريخية يتحمل وزرها المنفذون والممولون والمتواطئون محليا وخارجيا.

وعلى هامش الاحتفالية عقدت ندوة ادارتها المذيعة نضال الشبان؛ الكاتب والباحث زايد جابر، والناشط السياسي حسن مغلس، والكاتب والصحفي ياسين التميمي.

وقال زايد جابر في مداخلته خلال الندوة إن الوحدة اليمنية والحديث عنها ليس ترفا ولم تكن مجرد قفزة تاريخية الى الهواء او هروب كما كان البعض يقول من ظرف اقتصادي معين.

وأضاف جابر: "الوحدة اليمنية نبض هذا الشعب، هي وحدة تشهد لها النقوش التاريخية والارث التاريخي الكبير، ظلت اليمن موحدة منذ ما قبل الميلاد قامت بها حضارات موحدة، وحين بدأ الضعف والتفكك الى الدولة الإسلامية ووصل إلى اليمن ظل اليمنيون يتوقون الى هذه الوحدة، موضحاً أن اليمن توحدت مرات ومرات في ظل الدولة الصليحية، والرسولية والطاهرية.

وأكد جابر أن "بدايات التشتت والانقسام للدولة والوحدة في اليمن كانت مع الامامة قديماً وحديثاً".

 

استدعاء خارجي

وبيّن الكاتب والباحث زايد جابر أنه أثناء حكم الدولة الطاهرية واجهت خطر الغزو البرتغالي الذي جاء الى اليمن واستعان بالإمام شرف الدين وكان الائمة الزيديون متمردون وكان قد حصرهم في بعض نواحي حجة وصعدة، فكتب شرف الدين رسالة الى المماليك وطلب منهم واستدعاهم الى الداخل لإنقاذ "رسول الله" ظنا منهم انهم سيسقطون حاكم الدولة الطاهرية آنذاك، عامر بن عبدالوهاب، ويسلمون له السلطة، ولكن ما حدث ان هذا الاستدعاء الخارجي للمماليك أسقط الدولة اليمنية".

وتابع زايد جابر: "بعد ذلك بدأ اليمنيون يتحررون من العثمانيين وجاءت الدولة القاسمية التي استعادت وحدة اليمن ولكن المتوكل على الله اسماعيل لم تستمر الوحدة في عهده سوى 33 سنة، وكفّر أبناء الجنوب كامل وليس الجنوب تحديدا ولكن ما يسمى بـ"اليمن الأسفل"، واعتبر الشوافع كفار تأويل وأخذ منهم الخراج وفرض عليهم ضرائب اثقلت كاهلهم ولما كان يقال له خاف الله يقول لهم اخشى ان يسألني الله على ما ابقيت لهم".

وشدد جابر على أنه منذ ذلك الوقت "بدأ الانقسام وتشظيات تخرج عن الدولة اليمنية الواحدة، ولم يكن هناك الدولة الوطنية كما نشهدها اليوم".

وأفاد جابر أنه مع عودة الاتراك في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ومجيء بريطانيا واحتلال عدن سنة 1839 بدأ تقسيم اليمن على يد ادوات خارجية وتم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود في اليمن في 1914".

وقال جابر: "عندما حدثت الحرب العالمية الاولى وصل قائد القوات العثمانية علي سعيد باشا الى مشارف عدن، وعندما انهزمت تركيا التي كانت ضمن المحور الألماني، طلب سعيد باشا من الامام استلام المناطق المحررة بدلا عن بريطانيا فرفض، وهنا بدأت بريطانيا تعمل على تفتيت حتى الجنوب نفسه الى عشرات بل وصل الى أكثر من 25 امارة وسلطنة ومشيخة".

 

الحركة الوطنية

واستعرض جابر البدايات الأولى لتشكل الحركة الوطنية في اليمن شمالا وجنوباً منذ بداية الاربعينيات، وصولا إلى وحدة الحركة الوطنية التي بدأت في أواخر الخمسينيات وتحديدا من العام 1956 عن طريق الحركة الطلابية في الخارج التي انشأت لأول مرة اتحاد يضم ابناء اليمن جميعاً ونصت على وحدة النضال الوطني في الشمال والجنوب، وبدأت تفد إليه الايديولوجيات والاحزاب التي شهدها العالم والعرب في ذلك الوقت وبدأت بحزب البعث العربي الاشتراكي وهو حزب قومي عربي وكان شعاره؛ وحدة، حرية اشتراكية، ثم بعد ذلك بدأت حركة القوميين العرب وتطورت فيما بعد ودخل فيها التيار الماركسي.

وقال الكاتب والباحث زايد جابر: "هذه الحركات الوطنية عادت وشكلت لها أحزاب وطنية على مستوى الشطرين في الداخل، وعلى اختلاف وتباينات اعضائها وايديولوجياتها اختلفت وتصارعت وتقاتلت لكنها اجتمعت على ثلاثة اهداف رئيسية هي التي وجهت نضالها طوال تلك الفترة التاريخية والمتمثلة في؛ التحرر من الاستبداد المتمثل في الامامة في الشمال، وطرد المستعمر من الجنوب (البريطاني)، اعلان الوحدة اليمنية".

وأضاف زايد جابر: "اختُلف على النضال الوطني لكن لم يختلف على الوحدة اليمنية، وتحت شعار الوحدة قامت الثورة في شمال وجنوب اليمن وشاركت فيها الاحزاب، وكان الهدف الاول التحرر من الاستبداد والاستعمار، والهدف الخامس تحقيق الوحدة اليمنية، وتم تعيين قحطان الشعبي مستشار لرئيس الجمهورية لشؤون الجنوب، وتم انتقال الثورة الى الجنوب".

وأشار زايد جابر إلى أن الامام يحيى حميد الدين وقع اتفاقية مع بريطانيا سنة 1934 مع بريطانيا ثبت فيها تقسيم اليمن، وكان الامام يضغط على من يناهضون بريطانيا في تعز بطلب من بريطانيا، لافتاً إلى أن الأحرار الوطنيون وصلوا الى قناعة انه يستحيل القيام بثورة في الجنوب دون ان يتم القضاء على الامامة في الشمال.

وتابع زايد جابر: "ظل الشطرين مشروعيتهما قائمة على الوحدة اليمنية ودارت حروب وصراعات كلها تحت غطاء الوحدة، وللأمانة التاريخية كان الجنوبيون أكثر اندفاعا للوحدة والنشيد الوطني للجمهورية اليمنية تم اعتماده لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكانوا يرددونه في طابور الصباح ويرددون شعار الوحدة فلم تكن الوحدة اليمنية سوى تتويجا للحركة الوطنية التي استمرت أكثر من نصف قرن".

 

تاريخ الوحدة

من جانبه قال الناشط السياسي، حسن مغلس، في مداخلته خلال الندوة ضمن محور "مكانة الوحدة وكيف اسهمت في الامن الداخلي والإقليمي"، إن اليمن ظل موحدا على مستوى الشعب، وان ما كان يفصل بينهما هي الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تحكمه.

وقال مغلس: "الشعب كان متوحدا ولم توجد أي فوارق وحدث تزواج، وعند تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990 ما جرى هو نزع الحدود الفاصلة بين الشعب".

وأشار مغلس إلى أنه ما حدث عند تحقيق الوحدة، توحدت "الأنظمة الشمولية" شمالاً وجنوباً وكان النظامين انانيين ولم يكونا على مستوى مطالب الشعب لانهما جاءا من عقليات شمولية، ولهذا لم يصبروا على أنفسهم ثلاث سنوات حتى ادخلوا الشعب في حروب طاحنة مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم".

ولفت مغلس إلى أنه كان يجب أن يتم التفاوض بين النخب في الشمال والجنوب من اجل الوحدة، لكن ذلك لم يحصل وحدث التفاوض بين الانظمة الشمولية، موضحاً أن علي عبدالله صالح كان ديكتاتوريا وكان يحلم بان تكون هناك دولة يورثها لأسرته.

 

الحوثي انفصالي

وأكد مغلس أن اليمنيين يرفضون الواقع الحالي، مشدداً على أن اول من دعا للانفصال هو الحوثي وليس الانتقالي.

وقال مغلس إن "الحوثي بدأ العملية الانفصالية بدعم اقليمي ودولي ومازال يتمنى أن يحكم المنطقة التي هو فيها، معتبراً أن حديث الحوثي أنه مع الوحدة ادعاء كاذب، وهو يريد ان يتفرد في منطقة واحدة فقط، ولا يمكن له ان يحكم اليمن الموحد.

وأشار مغلس إلى أن أول من انسحب من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل هم الحوثيون الذين انقلبوا عليها وكذلك النظام السابق الديكتاتوري وبدعم اقليمي ودولي، معتبراً أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والأقاليم التي أقرتها تمثل الحل الأمثل لليمن وستخلق منافسة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "العالم كله يتعامل مع الفيدرالية".

وأفاد مغلس أن "ما طرأ من ميليشيات في اليمن حالياً خلقها التحالف العربي الذي جاء يسندنا ولكن للأسف الشديد أصابنا بهذا الضرر الذي نتأثر منه الآن"، مستدركاً: "ولكن نقول ان الوحدة اليمنية لن نسلمها لهذه الميليشيات اطلاقا".

وقال مغلس: "ان لم نذهب لأقاليم ضمن دولة اتحادية موحدة سيكون مصيرنا الميليشيات في الجنوب والشمال والظلم على مستوى الخدمات والحريات، وان لم نتمسك بالوحدة سيبقى مصيرنا أشد تشظياً".

 

شروط استمرار الوحدة

إلى ذلك، قال الكاتب والصحفي، ياسين التميمي، في مداخله ضمن محور "كيف يمكن الحفاظ على الوحدة وماهي الشروط لذلك؟" إن "الحديث عن شروط استمرار الوحدة لها علاقة بتصور شامل للاجراءات والحلول التي ينبغي ان تتوفر من اجل اقفال هذا الملف والحفاظ على اليمن موحداً".

وأضاف التميمي: "الحقيقة عندما نتحدث عن الوحدة اليمنية لا ينبغي ان ينصرف الذهن انها القيمة التي ينبغي التضحية من اجلها لأن قيمة الوحدة اليمنية متعلقة بماض قديم جدا بالناموس الوطني بالكرامة الوطنية، بالضرورة الوجودية لليمن".

واعتبر التميمي أن "الوحدة اليمنية فرضتها طبيعة تشكل الدولة الكبيرة الوحيدة التي كانت موجودة في الجزيرة العربية والتي كانت قائمة على التجارة".

وتابع التميمي: "عندما كانت تنشأ على طريق التجارة مدن وتتحول الى دول سرعان ما تتشكل الدولة المركزية الاصلية التي تعيد سيطرتها على هذه المدن والدويلات الى ان وصلنا الى مرحلة اللقب الاوسع وهو ملك سبأ وذو ريدان ويمنات وحضرموت واعرابهم في الطود وتهامة، كان لقباً واسعاً يشير الى حقيقة الدولة اليمنية وان وجودها يمثل ضرورة جغرافية وجيوسياسية لان اليمن كان البلد الوحيد الذي يجمع ما بين اهمية الجغرافيا وما بين البحار والممرات لأنه كان مرتبطاً بحركة تجارة خارجية مزدهرة".

وأكد التميمي أن "تفكيك اليمن هو ضد منطق التاريخ، وأن السعي لتفكيك اليمنيين هو تحد لكرامتهم وهويتهم، لافتاً إلى أن التفكيك "يجري بقبح من اطراف خارجية لديها فائض ثروة وطموح سياسي، تستثمر هشاشة الدولة اليمنية في هذه المرحلة وتعتقد انه بإمكانها اعادة صياغة الدولة اليمنية".

وأشار التميمي إلى أن تلك الأطراف تريد "بناء نفوذ على حساب الدولة اليمنية من خلال التحكم بالمحطات الاساسية على طريق الحرير، ولهذا ينبغي ان نفهم لماذا دولة كالإمارات تتحكم اليوم بأرخبيل سقطرى".

وشدد التميمي على وجود " ان يستنهض اليمنيون كافة قدراتهم لمواجهة هذا التحدي".

 

شلل كامل

وقال التميمي إن "الفعل الوطني اليوم في حالة شلل كامل لانه انعكاس للتأثير العميق للقوى الخارجية في المشهد اليمني وهم يقصدون احداث هذا الشلل واستثمروا من اجله ملايين الدولارات حتى لا تتشكل الارادة الوطنية التي ستفشل مخططهم".

ودعا التميمي إلى "اطلاق القدرات الوطنية على كافة الفعاليات لفضح المخطط الذي يستهدف اليمن، واول شيء ينبغي التركيز عليه هو ان وجود الحركة الحوثية ومحاولة تمكينها هو فعل خارجي وليس وطني، ومضي المشروع الانفصالي بهذه السرعة والوتيرة هو فعل خارجي وليس وطني".

وقال التميمي إن "السلطة الشرعية تفقد توازنها ومركزها القانوني وتتخلى عن قرارها السيادي والدستوري لحساب الفاعلين الخارجيين"، مضيفاً: "لا نستطيع ان نفهم اليوم وقد نقلت السلطة من عبدربه منصور هادي الى مجلس القيادة الرئاسي كيف يتشظى المجلس اليوم ويتحول جزء من عناصره لصالح المشروع الانفصالي"، متسائلاً في الوقت نفسه: "كيف سنثق بهذا المجلس سواء في قيادة عملية التفاوض مع الحوثي او قيادة معركة عسكرية ضد الحوثي؟".

وأكد التميمي أن اليمن يتعرض لمؤامرة كبيرة وأحد اطرافها المجلس الرئاسي، مشيراً إلى أنه "لم تتضح رؤية الوطنيين في المجلس ولكن صمتهم يجعلهم مشاركون في الجريمة".

وقال التميمي إن المطلوب حالياً هو اطلاق القوى الوطنية ضمن فعل وطني شامل، لابد من قيادات تحرك الشعب اليمني وهنا تبرز الحاجة إلى تشكل القيادة الوطنية، وأتفق مع ماورد في بيان مجلس شباب الثورة".

وتابع التميمي: "يجب تشكيل جبهة وطنية من شخصيات وقوى ينبغي ان تعلن موقفها الان، محذراً من "المراوحة في المنطقة الرمادية مابين الاعلان الصريح عن طبيعة التهديدات التي تتعرض لها الدولة اليمنية والتماهي مع الاجراءات التي تحدث الآن".

وتابع التميمي: "هذه الشخصيات والقوى والمكونات السياسية اذا لم يحضر دورها الان فمتى سيحظر؟ إذا استمرت حالة غياب القوى والشخصيات الوطنية يمكن للمشاريع الهدامة ان تمضي قدماً".

وأشار التميمي إلى أنه "ضمن إجراءات بناء الثقة اليوم يجري منح الحوثيين كل الامكانيات التي يريدون الحصول عليها والتي تمكنهم من إقامة هيكلهم السياسي وبسط اليد على المنطقة التي يسيطرون عليها، وهم يرفضون الذهاب الى حوار مع بقية الأطراف".

وأكد التميمي أن "التهديد حقيقي بالنسبة للدولة اليمنية والتهديد حقيقي بالنسبة للجمهورية، والحوثيون يمضون في الغاء وطمس الهوية الوطنية للشعب اليمني بكل الإجراءات القبيحة التي يقومون بها وفي مقدمتها الدورات الثقافية الايمانية المزعومة".

وقال التميمي إن "تشكل الجبهة الوطنية ينبغي ان يستتبع بمجمل اجراءات بينها ادانة حرب صيف 94، والكف عن الحديث عن المناصفة، والقضية الجنوبية فلم يعد هناك قضية جنوبية حقيقية، على اعتبار أن التطورات التي مرت بها الجمهورية اليمنية تكفي لطي هذه الصفحة تماما والحديث عن دولة ينبغي أن تتوفر فيها كل معايير الدولة الديمقراطية الجمهورية التي تكفل العيش لجميع المكونات الوطنية على قواعد العدالة والفرص المتساوية".

 

مغالطات كثيرة

في السياق قدم الكاتب والباحث، زايد جابر، تعقيباً قال فيه: "البعض يطرح الآن هناك مغالطات كثيرة، بعضهم يرددها بحسن نية وبعضهم هي مقصودة، يقولون إن خطر الامامة والحوثي هو الانفصال ولا يمكن ان يتوحد الجنوب مع الحوثي وكأننا نطلبهم مع الحوثي".

وأضاف زايد جابر: "أين تأتي المغالطة هنا يجب ان نفهم الجمهورية والوحدة جناحي اليمن ولا يمكن ان يطير الا بهمها وان الوحدة هي خلاصة الجمهورية والثورة، فالوحدة هدف بحد ذاته".

وتابع زايد جابر: "هذا الطرح اليوم كانه يقول تعالوا نتخلى عن الجمهورية اليمنية نفككها ونقبل الانفصال ثم نعود ميليشيات مثلنا مثل الحوثي فأي عقل يقبل هذا؟".

واردف جابر قائلاً: "دعونا نساير هذا الطرح ونقول ليس لنا خطر إلا الحوثي والامامة فقط، والوحدة هذه وسيلة تنفع أم لا؟ فما الذي تبقى لنا في مواجهة الحوثي؟ المركز القانوني للجمهورية اليمنية هو ما تبقى فحين هرب عبدربه منصور ووصل إلى عدن وليس معه إلا الثوب العماني، ووصل الحوثي الى عدن، العالم لم يعترف بالحوثي ولازال يتعامل معه كانفصالي وظلت الشرعية شرعية الجمهورية اليمنية يمثلها عبدربه منصور هادي وحكومة موجودة في فندق في المنفى العالم يعترف بها وبسفاراتها وبكل شيء ولم يعد لها شيء على الأرض قبل أن تبدأ استعادة الارض.

وأكد جابر أن "مركز الثقل القانوني يمثل قوتنا المتبقية، مصدر قوتنا أن نواجه الحوثي لإسقاطه بالجمهورية اليمنية التي يعترف بها العالم".

وقال جابر إن "كل من يدعو للتخلص من الوحدة ليس صادقاً في حربه ضد الحوثي وليس صادقاً في الدفاع عن الجمهورية، فمن لم يكن وحدويا فلا يمكن أن يكون جمهوريا والعكس صحيح".

Search